لم تعد عمليات تصغير الأمعاء التي يخضع لها من يعاني وزنًا زائدًا حلاً أزلياً لمشكلتهم، فاليوم نلاحظ أن بعض المرضى وبعد خسارتهم الكثير من الوزن يعودون الى اكتسابه، وأحيانا مع اضافة بضعة كيلوغرامات أيضا.
تانيا هي واحدة من هؤلاء المرضى، فقد خضعت لجراحة تصغير الأمعاء في العام 2011 بعد أن كان وزنها يقارب المئة كيلوغراماً فخسرت بعد إجراء الجراحة 11 منهم لتعود بعد سنتين وتكسب المزيد من الوزن فتصل الى حوالي 122 كيلوغراماً.
عادت تانيا الى الوزن الذي كانت عليه قبل إجراء الجراحة وإرتفع وزنها حوالي 22 كيلوغراماً إضافيا. هنا يشرح اندراوس أن "اختيار أنواع المأكولات يؤثر كثيراً فبعد الخضوع للجراحة لا يتنبّه الشخص كثيرا الى الانواع التي يتناولها، فيأكل مثلا الحلويات وطعامًا فيه وحدات حرارية مرتفعة، وبالتالي من الطبيعي أن يزداد وزنه مع الوقت"، مشدداً أن "على المرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية لتخفيف الوزن الالتزام ببعض الإرشادات، أهمها، أنه يطلب تناول اللحوم والدجاج والحبوب بكميات كبيرة فيما يمنع تناول الحلويات والمشروبات الغازية والكحول أو اللجوء للتدخين".
يلفت إندراوس الى أن "الأمعاء مطّاطة وليست شيئا ثابتا وهي ستترهّل وتتّسع للمزيد من الطعام وعندما يحدث ذلك سيأخذ المريض مزيداً من الوحدات الحرارية وبالتالي يعود الى نقطة الصفر"، شارحاً في نفس الوقت أن "الدراسات تظهر أن حوالي الـ50% من الأشخاص الذين اعتمدوا مبدأ قصّ أو طيّ الأمعاء سيعود وزنهم كما كان سابقا، منهم 5% يستعيدون الوزن بعد 5 سنوات كحد اقصى، فيما الباقي يعودون الى وزنهم بعد مضي عشر سنوات على اجرائهم الجراحة الأولى.
في المحصّلة، لا يمكن اعتبار الخضوع لعملية تصغير الأمعاء لعدم زيادة الوزن معيارًا سليمًا اذا لم يترافق مع اجراءات من قبل المريض، فإذا خضع للجراحة الخاطئة أو لم ينتبه لنظامه الغذائي فإن العودة الى الوزن الزائد حتميّة!